هل يحق لكم إحياء الاجلاء !
« العقيد« كان مخطئا في اعتبار الليبين يحتفظون بتكوينهم القبلي في قبائل، كمظلة اجتماعية لوطن واحد
للجميع، تحمي بعضها البعض وتصون الباد ، يحترم صغيرهم كبيرهم ، وينهى كبيرهم الحذاق والخارجن عن العرف الاجتماعي، أو العبث بمصلحة وطن واحد تحميه القوانن ، و يصون الحقوق بالتساوي (حتى مع وجود المجالس الاجتماعية الحالية التي صارت وجها آخر لأحزاب سياسية وإعان الولاء والكسب غير المشروع) .
فالقبائل الليبية تحولت منذ زمن إلى مدن «وليس خير الأمم في المدن فقط »، و تغيرت موروثات أغلب سكان المدن إلى ثقافة الانعزالية المصلحية والتجارة بالوطنية والتخوين وعدم الإيثار .. لذلك سقطت ليبيا في غوط الباطن والباطل .. «وأعلنت أخطى راسي وقص» ، وهدمت البيت على رؤوس ساكنيه ، واستعانت فيما بينهم بعساكر ومليشيات أجنبية وعربية وأشقاء قادة الجامعة العربية، ولازالت تمرح وتفرح على رؤوس الأشهاد وقبور الشهداء. كان «العقيد» مخطئا بأن حاول صنع كبار وأبطال تاريخ، وإحياء مآثر
الأجداد، ودورهم في تأسيس ليبيا منذ بدء الخليقة فيها ، كجسد واحد .. فمجد عمر المختار والباروني وبلخير والفضيل وبن عسكر ، وشهداء كل معارك التحرير الوطني ضد الغزو ، وبنى لهم صروحا وشواهد في كل مكان، وكتب سيرتهم في كتب التاريخ المدرسية، وأرشفه مركز الدراسات التاريخية، و نظم الشعراء الشعبيين الوطنين. المهم … الآن لن نحاسب «العقيد» في حسن ظنه أو خطأ اعتقاده بالقبائل المتمدينة، والتي بعضها تعيد نسبها مجددا لقوميات وقبائل عربية او غريبة وعجيبة، لما وراء الحدود والبحار ، قد تعود لشيشنق وسبتموس وأرسطو والقيصر وكسرى وهرقل وسوبرمان وسبيدرمان . لأننا نتحدث الآن فقط عن
التساؤل المشروع والواقعي حول حق هذه المدن والشعب الليبي في إحياء ذكرى إجاء العسكر الأجنبي عن الأرض الليبية ، وقد عاد موسليني وجرسياني وتشرشل والسلطان العثماني وحتى فرعون وقارون ورعاة الإبل والخنازير ، وديغول ورومل ، ولينين وستالين وكابتن فيلادلفيا الأسير ثم لورنس العرب .. بل الأدهى والأمر «وصب المر كان المر طاب» أن عسكر القزميات من الدول العربية أيضا صارت لها مرتزقة ومليشيات تسرح وتمرح فوق أرض المختار ، ويدوس (كادارها) قبور الشهداء بعد أن يستحموا في بترول
شط الحرية ، وتصير بوابة إفريقيا باب جهنم لليبيا والقارة السوداء . لا .. لا يحق لكم أيها الليبيون إحياء ذكرى الإجلاء ، ولا أعياد ميلادكم و زواجكم واستقلالكم وسيادتكم على أرضكم وسمائكم ، بعد أن صارت قواعد ميلشياوية وعسكرترية معلنة وأخرى مجهولة «رغم أنها في كل مكان وكل التقارير» ، تتمركز في ليبيا في وضح النهار وجنح الليل ، لتساند «طايح القدر» ضد ادأخيه «طايح السعد» جنجاويد وقوات صديقة و فاغنر
.. عسكر ترك وتركمان ، و لقطاء وبقايا حرب سوريا واليمن و الأفغان .. مخابرات ومخدرات .. وصانعي السياسات الليبية من عرب وخوان وأفارقة مساكين . وقد صارت ليبيا مجرد ملف بن يدي الروس والفرنسيين والطليان والأمريكان وكندهار .. مياهها الإقليمية لا يعلم بحالها أحد، فالفرقطات تسبح
في حوض جاكوزي ، ولا حتى من انتهاك صيادي دول الجوار ومنقبي وباحثي الكنوز والآثار ومهربي البشر .. أما الاجواء فالفضاء لله ) تسطرب علينا المسيرات والقاذفات والسيخوي والميراج والترنادو والاف 11 ( تراقب وتشاهد وتساند من لا سند له دون الله..ولا حول ولا قوة إلا بالله . ليس من حق الليبين الآن أن يحييوا مآثر الأجداد وانتصار طرد الاستعمار ، ولا إحياء ذكريات الإجاء ، ولا التغني بالسيادة والاستقلال ، ولا ذكر رواية فيلادلفيا وبحارتها التي ظلت في النشيد الأمريكي حتى الآن، ليثأر أحفاد بحارتها من السرايا الحمراء وقلعة فزان وسيدي خليفة .. ليس من حقكم إحياء الإجاء وكل دول العرب والغرب والجنوب تتمركز عساكرها مدنيون أو بزيهم المموه في ليبيا، وأعام دولهم التي وطأتموها سجادة للصاة .. وخاصة أنكم نتنكرون لتاريخ أحمد القرماني وعمر المختار ، وإنزال الاعام الاجنبية عن تراب ليبيا منذ 50 عاما .. ففاقد الشيء لا يعطيه، وسيده لا يرضى عنه ويقبل معاملته كند بعد ما قبل يده وأخذ العطايا منه . يبقى بارقة أمل أن يعلن الشعب قراره ، وينهض الأسد الضعيف ليزأر ويثأر بطرد فلول وعسكر ومليشيات كل الدول من أرضه ويحاسب من استجلبهم ، ثم يغرد بحريته ويرقص ويغني لطرد الفاغنر والترك والمرتزقة وغرف العمليات والاستخبارات، قبل أن يعيد صياغة مناهج التاريخ ليقرر مستقبله ويحلم بالسام والاستقرار والسيادة والأمجاد والاستقلال .
* د. الزبير غيث