طغت هذه المنظومة منذ نهاية الحرب الباردة على مجمل العلاقات الدولية والاقتصاد العالمي وحركة رؤوس الأموال حتى أصبحت قوة قائمة بذاتها تجاوزت الانتماء لأي من دول الأمم المتحدة حيث تعمل هذه المنظومة على إسقاط الحكومات والأنظمة السياسية التي لا تدور في فلكها وإثارة الفن والقلاقل وإشعال فتيل الحروب بين الدول أينما تقتضي مصالحها … وتعمل هذه المنظومة على فرض أيديولوجيتها على الشعوب والمجتمعات كافة متمثلة في استخدام شعارات الحداثة والتطور والتنمية والعولمة لتحقيق أهدافها في السيطرة على حركة رؤوس الأموال العالمية ويعتبر صندوق النقد الدولي والبنك الدولي من بين الادرع المهمة لهذه المنظومة في تمويل وإدارة الحركة الاستعمارية الغربية في السيطرة على مدخرات وتروات دول العالم النامي .. فقد انتهت اليوم مرحلة الاستعمار العسكري المباشر وبدأت مرحلة أخرى من مراحل الاستعمار وهي مرحلة استعمار العقول والاستعمار الاقتصادي باستخدام ما صار يعرف بأدوات القوة الناعمة (الإعلام والاقتصاد) وبلادنا ليبيا لم تكن في مأمن من هذا النوع من الاستعمار الجديد للأسف حيث لا أحد ممن هم في المشهد السياسي اليوم على دراية بكيف تم نهب أرصدة الدولة الليبية المودعة في الخارج الثابتة والمنقولة ووضع اليد عليها والتي لا يعلم تعدادها الا الله الواحد الأحد رغم أن هذا النهب المنظم بدأ منذ 2011 ومعروف ومعلن ومستمر إلى يومنا هذا بمختلف أنواعه وبجميع الوسائل حتى أن دول في أوروبا مثل (اليونان) كانت على وشك إعلان إفلاسها وتمكنت من الخروج من أزمتها بفضل الأموال الليبية التي تم نهبها ؟! وكان مبعوث الأمم المتحدة السابق غسان سلامة قد صرح بأن (ليبيا تعرضت لأكبر عملية نهب في تاريخ البشرية منذ 2011) نعم بلدنا نهبت ولا زالت تنهب ومن هم كانوا على رأس السلطة منذ فورات الخريف العربي وحتى اليوم في ليبيا شركاء في هذه الجريمة المنظمة .
* عبدالله سعد راشد