محلياتمقالات

كلام على كلام

رغم المجازر وهول الكارثة !

منذ أن انكشف للرأي العام العالمي بشاعة الحرب الإسرائيلية على أبناءة الشعب الفلسطيني في غزة والمظاهرات المناهضة لهذه الحرب لم تتوقف في عدد من العواصم الأوروبية والآسيوية وحتى في الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بوقف هذه الحرب، وقد ذهب المتظاهرون إلى حد مطالبة مدعي عام محكمة الجنايات الدولية إصدار مذكرة اعتقال ضد رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي (نتنياهو) وقد ساهمت هذه المظاهرات في تغيير الكثير من مواقف الدول التي دعمت هذه الحرب في بدياتها الأولى؛ لكن ما هو غريب هو موقف الشعوب العربية السلبي مما يقوم به هذا العدو في قطاع غزة إذ لم نشاهد أية مظاهرات تذكر في أي دولة عربية من المحيط إلى الخليج تعبر ولو على استحياء عن رفضها لموقف الأنظمة العربية تجاه
هذه الحرب .. فهل نحن حقا عرب ؟! وهل نحن حقا مسلمون ؟!. فما يقوم به الكيان الصهيوني من مجازر ومذابح وحشية في غزة كفيل بأن يجعل الحجر ينطق وينفطر ولست اعرف كيف تبلدت مشاعرنا وتجمدت قلوبنا وتجردنا من إنسانيتنا إلى هذا الحد؟! ففي كل أوروبا ارتفع مستوى الوعي بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والانعتاق حتى في أميركا، وفي المدن الفلسطينية المحتلة اندلعت مظاهرات تطالب بوقف هذه الحرب، وحدها فقط المنطقة العربية واقعة خارج نطاق التغطية وكأن ما يحدت في غزة يحدث في المريخ وليس على بعد مرمى حجر منها ! وعلى الرغم من أن هذه الحرب كشفت عورات الأنظمة العربية إلا أنها في الوقت نفسه لفتت أنظار الرأي العام العالمي إلى الأصول التاريخية للصراع العربي الإسرائيلي حتى أن كثير من المتظاهرين الأوربيين صاروا يبحتون على كتب ومراجع عن الصراع العربي الإسرائيلي يمكن الاطلاع عليها بعيدا عن ايه ميول عرقية أو سياسية، وهذا يعني أن هناك تطور في التركيبة السياسية في أوروبا وبدأت هناك أزمة في العالم الغربي تتمحور في فقدان الثقة في القانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان التي استخدمتها الدول الغربية ذريعة للتدخل في شؤون الدول الأخرى من العالم النامي والعالم العربي فقط وحده الذي ينام في سبات عميق رغم بشاعة المجازر وهول الكارثة ؟!

* عبدالله سعد راشد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى