مع حلول الشهر الكريم شهر رمضان المبارك نحيي قراء صحيفتنا في أولى أيامه ، ونبارك لهم قدومه وندعو الله أن نعيش أيامه ولياليه ونحن إلى الله أقرب بالنيات والأعمال وحسن القيام بالطاعات ، وأن يكون شهر هناء وتحابب وس ام على بلادنا الحبيبة وكامل البلدان الإس امية . فشهر رمضان هذا العام يدخل علينا مختلفا على الصعيدين العربي والوطني . وطنيا أطل علينا هذا العام ونحن نفتقد ونستذكر إخوة لنا وأه ا في ماسة الجبل الأخضر درنة المنكوبة برحيل الألاف من أبناءها ذات ليل خريفي، خرافي ، حزين جراء فيضان واديها في شهر سبتمبر من العام الماضي .. وإذ نترحم على أرواحهم جميعا ، نرفع أيادينا بالدعاء في مطلع هذا الشهر الكريم بأن يحتسبهم الله من الشهداء ، وأن يخفف عن أهلهم هول المصاب ، ويعوضهم خيرا كما ندعوه أيضا بأن يشد من عزائم الناجين والذين فقدوا منازلهم وأرزاقهم … ستة أشهر
مرت على تلك الكارثة ولا تزال دموع الكثير من الليبي ن لم تجف بعد … زد على هذه الفاجعة أزمات وطنية أخرى كان لها ضحايا ومتضررين، أهمها إرتفاع منسوب المياه في مدينة زلين الذي تسبب في خروج عشرات الأسر والعائ ات من منازلهم ،ووضع كامل المدينة في حالة توجس وقلق على مستقبل متساكنيها إذا لم تتمكن الجهات المختصة من إيجاد حلول حقيقية. ولا ننسى طبعا الأزمة الاقتصادية الوطنية التي اشتدت خلال الأشهر الأخيرة وشكوى المواطنين المتزايدة من ارتفاع الأسعار مقابل تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع نسبة الفقر في بلادنا إلى 40 في المائة حسب إحصائيات مراكز الأبحاث المتابعة للشأن الاقتصادي، يضاعف نتائج هذا التردي المريرة غياب أية خطط أو برامج أو مشاريع وطنية هادفة لحلحلة الوضع الاقتصادي الذي يزداد ترديا كل يوم .. أما على الصعيد العربي والإس امي فرمضان هذا العام يجيء وأهلنا في غزة الصامدة يتعرضون منذ أشهر لحملة إبادة لم تشهدها فلسطين منذ عقود حيث استشهد الألاف ،ونزح أكثر من نصف سكان غزة في ظل غياب كلي للضمير العالمي وبمباركة دنيئة من الدول الاستعمارية التقليدية مع إنعدام مخزي لأي ردة فعل عربية واس امية فاعلة، تناصر الحق الفلسطيني وأهله، وتكبح جماح هذا الصلف الصهيوني بموقف عربي إسلامي موحد وحاسم يضع حدا للمهزلة الصهيونية ويوقف نزيف الدم الفلسطيني المتواصل..ولكن أين نحن من هذه المواقف التي تحتاج
رجال أمة بحجم المرحلة وتطلعات الشعوب المقموعة والمغيبة عن قضاياها الحقيقية على امتداد الخارطة العربية والإسلامية. نعود للقول بأن رمضان هذا العام يجيء مختلفا، ولكن رغم ذلك يظل الشهر المفضل والمميز عن كل أشهر السنة بلياليه المباركات التي خصها الله بنزول القرءان الكريم ،وبنفحاته الإيمانية، وبعدد من الأحداث والمواقف الدينية التاريخية العظيمة .. نصافحكم في أول أيامه مباركبن قدومه آملين إن
يكون فاتحة خير على بلادنا والأمة الإسلامية.. وكل عام والجميع بخير