الأمر لا يحتاج لتحليل عميق أو ذكاء شديد، هناك صفحات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي تم انشاؤها بأسماء وهمية أو يافطات مزورة ليس لديها من هدف سوى بث الفتنة ودق الأسافين بن أبناء هذا المجتمع ومكوناته المختلفة. المشرفون على هذه المواقع والمسيرون لها لا يريدون أي رتق للنسيج الاجتماعي المتهتك، ولا يسرهم أن يروا أي تصالح أو تفاهم بن أبناء الوطن الواحد، كل همهم هو النفخ في نار الخلافات وإذكائها لتظل مشتعلة على الدوام. المشكلة بالتحديد ليست محلية فقط ولا تقتصر على مجتمعنا الليبي تحديداً لكنها تمتد في كل أنحاء العالم ويصل تأثيرها إلى كل بقاع الأرض بل إن دولاً كبرى صارت تعتبرها إحدى أهم أذرعها السياسية وواحدة من اسس أسلحتها الحربية حيث تستخدمها في التضليل الإخباري وبث الإشاعات بل وصناعة الرأي العام وتوجيهه . لذلك ينبغي ألا نتساهل مع هذا الأمر ولا نتجاهل مخاطرة بل وندرك تمام الإدراك أن هذه الصفحات وتلك المواقع هي في الأساس إحدى سبل الحرب وأهم وسائل معارك هذا العصر . علينا أن نكون حذرين في التعامل مع كل الصفحات والمواقع التي لا نعرفها حق المعرفة
ويجب التدقيق والتحري في كل ما تذيعه وتنشره ، وأن نتجنب الانسياق وراءها والوقوع في فخاخها، والأهم أن نحتاط لما توزعه من أخبار مدسوسة وما تنشره من تعليقات مسمومة . إن حروب اليوم لم تعد فقط على جبهات القتال وساحات المعارك وميادين المواجهة المباشرة بالقنابل والصواريخ، فقد أضحت هناك معدات وأسلحة أشد فتكاً من القنابل وأقوى تأثيراً من الصواريخ، إنها المعلومة المضللة والخبر المدسوس والدعاية الموجهة ، هذه هي أهم أسلحة العصر وأقوى أدواته التي تنطلق قذائفها قبل أي ساح ناري يستخدمه الجندي التقليدي في ساحة القتال.