أربعة أشهر ونصف مضت منذ بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة وهذه أطول حرب يخوضها الكيان الصهيوني منذ 1948 وحتى اليوم سجلت فيها أرقام قياسية من حيث عدد الشهداء والجرحى في صفوف الشعب الفلسطيني وكذلك القتلى والجرحى بين قطعان الهمج الصهاينة حيت تجاوز عدد الشهداء 29500 شهيد فما كان لحرب الإبادة هذه أن تستمر لولا تخاذل دويلات الخليج على وجه الخصوص وبقية الأنظمة العربية بشكل عام عسكريا واقتصاديا إذ تمكنت المقاومة في اليمن من قطع طرق الإمداد التجاري عن دولة الكيان الصهيوني عبر استهدافها السفن القاصدة حيفا في البحر الأحمر رغم الحشود العسكرية الأوروبية والأمريكية الحامية لتلك السفن، وبناء على ذلك بادرت دويلة الإمارات إلى فتح ممر بري تجاري خاص بالبضائع والسلع الإسرائيلية حيث تفرغ السفن القادمة من الهند حمولتها في أبو ظبي لتأخذ طريقها إلى حيفا مرورا بالسعودية وصولا إلى الأردن ولأول مرة في التاريخ، ما دفع بوزيرة المواصلات الإسرائيلية إلى توجيه عبارات الشكر والتقدير للإمارات والسعودية والأردن وكعادتها دائما لم تكن دويلات الخليج سوى خنجر مسموم في خاصرة الأمة العربية في الوقت التي تتظاهر فيه بالتضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني، و لست أدري بماذا يحتفظ زعماء بني صهيون في ملفاتهم على الزعماء العرب حتى يضعوا رؤوسهم في التراب أمام ما يحدث في غزة، فلولا إقدام دويلات الخليج على فك الحصار البحري على إسرائيل بهذا الممر البري لوجد الكيان الصهيوني نفسه مجبرا على إيقاف الحرب منذ الأسابيع الأولى لها، لكن للأسف.. هذه الأمة أمة واحدة في الكتب المدرسية فقط وما يفرقها أكثر مما يجمعها ولسان حال شعوبها يقول (مقيدون وصوت العجز يجلدنا) لكن حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة كشفت زيف الأخوة العربية وعمق العمالة والخيانة المتجدر في أنظمة الخليج وبقية الأنظمة العربية؟
■ عبدالله سعد راشد