الموقف الغربي من حرب الإبادة الإسرائيلية على أهلنا في غزة يتراوح بن التواطؤ والعجز، فهو من جانب يؤيد العدوان الإسرائيلي ويعتبره دفاعاً عن النفس وحقاً مشروعاً في الانتقام مما تعرض له في عملية طوفان الأقصى، لكنه في الجهة المقابلة يعلن أكثر من مرة أن الرد الإسرائيلي مبالغ فيه وتخطى حدود رد الاعتبار ومعاقبة الجناة ووصل إلى التسبب في كارثة إنسانية لأكثر من مليوني مواطن في قطاع غزة . إذا ركزنا تحديداً على الموقف الأمريكي نجد أنه الأكثر انحيازاً لجريمة الإبادة التي تقوم بها قوات الاحت ال ضد المدنين الأبرياء في القطاع، فواشنطون توفر الغطاء العسكري والاقتصادي والسياسي والأمني لإسرائيل وترفض وقف الحرب وتمد قوات الاحت ال بالس اح والذخيرة منذ اليوم الأول للعدوان بالرغم من النفاق المتواصل على مدى أكثر من أربعة أشهر للمسؤولين الأمريكين حول ضرورة تجنيب المدنين مخاطر الحرب وتوفير مناطق وممرات آمنة لهم بالرغم من أن الولايات المتحدة تملك كل وسائل الضغط والتأثير على صناعة القرار الإسرائيلي والقدرة على توجيهه كيفما تشاء .. أما أوربا فهي لا تملك سوى البيانات الصحفية والدعوات الإعلامية لوقف العدوان وحماية المدنين وتسهيل دخول المساعدات الغذائية والصحية للسكان المتضررين .. ولقد لخص هذا العجز الأوربي تجاه المحنة الفلسطينية (جوزيف بوريل) مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوربي بالقول: يذهب المسؤولون الأوربيون إلى تل أبيب من أجل حث القيادة الإسرائيلية على مراعاة حقوق الإنسان وعدم إيذاء المدنين ف ا يلاقون إلا الرفض والتجاهل .. فاوربا التي ماتزال تعيش عقدتها الخاصة مع اليهود وما ارتكبته في حقهم عبر قرون، واستغلال الدولة العبرية لذلك التاريخ الأسود تجد نفسها لا تملك سوى طأطأة الرأس أمام أية قضية تكون إسرائيل طرفاً فيها .. في ظل هذا التواطؤ الأمريكي والعجز الأوربي تعربد إسرائيل في المنطقة كيفما تشاء دون حسيب أو رقيب مستندة على اسطوانة العداء للسامية التي تشهرها في وجه كل مسؤول غربي يحاول أن يقف في وجه أطماعها وجرائمها.. أما الموقف العربي مما يجري في فلسطين فإنني أستحي أن أتطرق إليه لأنه يمثل العار الذي سيلاحق هذه الأمة قادة وشعوباً على مدى التاريخ.
خالد الديب