رياضة

عن عُمرٍ زَاخرٍ بِالمفاخرِ !

رحل القيصر ..والأثرظل!

صباح الثلاثاء الماضي الموافق للسادس والعشرين من شهر مارس المُنقضي، لاح لوسطنا الرياضي
بِترحِ وفاة قيصر كرة القدم الليبية (الهاشمي البهلول) الذي انتقل إلى الرفيق الأعلى بعد صراع مرير مع
المرض دام لأكثر من سبع سنوات .. ولأن التقدير الذي يحظى به (القيصر) لا يقتصر على جماهير ناديه (الأهلي طرابلس) أو يكن وقفاً عليهم، خيَّم الحزن على أهل الرياضة (كافة) ولم يسكن القلوب حسب لون الأهواء أو يُخلّف اللوعة وفق أطياف الانتماء !. وُلِدَ بطلاً .. ومات قيصرًا ! بدأ (الهاشمي البهلول بن حامد) المولود بطرابلس سنة 1945 مسيرته الرياضية مع أشبال النادي (الأهلي) في العام 1959 تحت إشراف المدرب الوطني (مصطفى الرقيعي) وفي العام 1964 صُعّدَ إلى الفريق الأول وخاض معه أولى مبارياته في الرابع من شهر ديسمبر أمام فريق (الأهلي بنغازي) على بطولة النسخة رقم (1) من الدوري الليبي ليُساهم مع فريقه في التتويج بلقبه (التاريخي) وفي ذات العام انضم إلى المنتخب الوطني ولَعِبَ مباراته الدولية الأولى أمام منتخب (رومانيا) بملعب طرابلس (البلدي) علماً بأنه كان يشغل مركز الجناح الأيسر في بدايته ويحمل الرقم (11) وعند مشاركته مع المنتخب الوطني في الدورة الرياضية العربية الرابعة بالقاهرة عام 1965 وظفَّه المدرب اليوغسافي (فوجن بوزوفتش) في خط الظهر ومنذ ذلك الحين أصبح يلعب كقلب دفاع سواء مع المنتخب الوطني أو فريقه (الأهلي) إلى أن توقف (اضطراريا) مشواره الرياضي – كلاعب – في العام 1976 جرَّاء الإصابة البليغة التي تعرَّض لها في مباراة منتخبنا الوطني وضيفه (الجزائري) وأنهت مسيرته في وقت مبكر . لا أحقُّ منه .. ولا أجدر ! عندما أُطلِقَ على نجمنا الرياضي الراحل، وصف (القيصر) لم يظهر بوسطنا الكُروي من نازع (الهاشمي البهلول) أحقيته بحمل هذا الوصف (الفاخر) بل ساد الإجماع على جدارته به قياساً بما حقَّقه مع فريقه (الأهلي طرابلس) والمنتخب الوطني – لاعباً ومدرباً – في مسيرته الباهرة على مستوى الأداء، الزاهرة فيما يتعلّق بالنتائج . مشوار (القيصر) المظُفر بماعب المستديرة الساحرة – كلاعب – في صفوف فريق (الأهلي) زاخرا بالمفاخر عاجَّاً بالإنجازات حيث حقَّق معه بطولة الدوري في أربع مناسبات، وتُوّجَ رفقته بلقب النسخة رقم (1) لمسابقة كأس ليبيا في العام 1976 .. بينما قاده – كمدرب – للتتويج بلقب بطولة الدوري في ثلاث مواسم، كما نال معه كأس ليبيا سنة 2000 .. فيما يتجسَّد إنجازه الأبرز – كمدير فني – في الوصول بفريقه (الأهلي) إلى نهائي كأس الكؤوس الإفريقية عام 1984 والوصول بالمنتخب الليبي في العام 1985 إلى المحطة التصفوية القارية الأخيرة المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 1986 وما فقد ورقة الترشُّح إلى ملاعب مونديال المكسيك لمصلحة المنتخب المغربي، بِغير فارق الأهداف بعد تبادل الفوز معه ذهابا وإياباً . رحم الله قيصر كرة القدم الليبية ، وعوَّضها فيه خيرّا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى