الرئيسية

في الذكرى الثالثة عشرة لثورة 17 فبراير

لنبدأ مرحلة التصالح والبناء

■ رئيس التحرير
الشعب بكل أطيافه وهو يحي الذكرة الثالثة عشرة من فبراير عاش وشاهد وتابع الكثير من القضايا المؤلمة والمؤثرة بين مد وجزر وصراعات وخلافات وحروب بين الأخوة والأشقاد والأهل في المدن والقبائل .. لا لشيء إلا لإرضاء فلان وعلان وهذا معى وآخر ضدى وأنت قديم وأناجديد .. اجتماعات ومؤتمرات ولقاءات منظمات دولية وحقوق إنسان وأمم متحدة وحكومات متداخلة و دول متنافسة على من يقود ومن يتواجد من الغرب والعرب … لم يتركوا شاردة ولا واردة سفراء لهم صولات وجولات ولايخطر في عرف الدبلوماسية .. ومع ذلك .. أليف لاشيء عليه … ونحن كما بدأنا أول مرة ومن يصل إلى الكرسي .. لا أريكم إلا ما أرى ولاأهديكم إلا سواء السبيل .. كل يوم عيطة وعمود … وياويلك ياتارك الصلاة .. لاتزال الحسابة تحسب والنتيجة الرجوع إلى المربع الأول … غرب ستان وشرق ستان يوم كسكسى باللحم يوم نفطروا على بصلة.. ورضينا بالهم والهم لم يرض بينا .. ولازلنا بعد ثلاثة عشر سنة .. البعض اقتنع باحتفالات فبراير بحجة عدم صرف الأموال والناس تعانى طوابير السيولة والمصارف تحولت إلى شركات مضاربة وراجي ياعلي بغداك لين يحن عليك المصرف المركزي الذى يديره مرتبه 45 ألف دينار شهرياً. أما عضو البرلمان فلا يهمه اعتماد الميزانية لشعب ينتظر في علاوة أرباب الأسر… لأنه يتقاضى في مرتب شهرى عشرون الف دينار من غير مزايا السكن والاتصالات والرحلات الجوية، اينما أراد وطلب .. ولاقيود ويأكل بالبلاش وسيارته بالبلاش وكل أفراد أسرته وأبنائه إما في مدراس خاصة أو في خارج البلاد.. وهذا مما عزز الخلافات وزاد من الفتن التي ماإن انطفأت إلا واشتعلت من جديد .. بوقود المستفيدين وأصحاب الثراء والمزايا الذين وامتلكو الجمل بماحمل .. ضعاف النفوس والقابعون خلف الهواتف وغرف الظلام .. ولاتعرف عنهم (صف ولاقوم) كل مافي نواياهم ألا يستقر الحال ولايكون التوافق والتصالح بين الناس والقبائل وبين الشعب والحكومة كل غاياتهم وإجتهاداتهم سخّروها للفتنه والفساد والمساعي لجلب الاستعمار والتشبت بجلابيبه ولا ولاء لهم إلا لأسيادهم ومن يدفع لهم ويلبي طلباتهم لاكرامة ولاشرف ولا وطنية ولا إنتماء وكل مايثار من فتن وسلبية وعدم الاستقرار: الشعب مدرك لكل من هم ضد التسامح والتصالح والدعوة إلى رأب الصدع والسعى إلى أن تعبر ليبيا بر الآمان وتستقر . فالثورة التي كانت شرارتها من بنغازي ومن الزنتان ثم توسعت في كل مدن الجبل الغربى والزاوية ومصراته وطرابلس .. حتى عمّت كل المدن والقرى وقدمت الآلاف من الشهداء الشباب مطلبهم الحرية والعدالة والمساواة والإعمار
والتقدم والبناء .. فهل تحقق ذلك بعد ثلاثة عشر سنة من التجاذبات السياسية التي تأبطها أفراد وجماعات لم يكن لهم أي دور أو مشاركة في فبراير .. ورغم ذلك تصدروا المشهد .. وقالوا .. لمن قادوا الثورة .. نحن إخوة وأبناء وطن واحد .. (حتحات على مافات) من أجل ليبيا نتصالح ونتسامح لنبني جميعاً بلادنا ونبدأ من جديد .. ولكن سوء النوايا .. خابت المساعي .. وتم انتهاج سياسة التجويج والإقصاء الممنهج ولم توظف الكفاءات والقدرات والخبرات سواء البشرية أو المادية لإعادة الإعمار والتنمية ودخل السوس .. بقرار العزل بدون أية مبررات رغم الانتخابات التي هلل لها كل الشعب في 2012 م وما أن وضعت عجلة القطار على السكه .. حتى ينطلق لتحقيق طموحات من وضعوا أنفسهم على أكفهم إلا ووجد من يضع العصى في العجلات وبدأ العد التنازلي لسير القطار بالبطيء إلى أن توقف وظهر .. كما يقولون (إمدور الخف) الذي لعب أخماسها في أسداسها … وهانحن في 2024 م بعد ثلاث عشرة سنة كما نحن متفرقون .. قبائل وجماعات (شامي وبغدادى) وعيوننا (مغطية) ونبحث وين حوش البوسعدية وعجزت البعثة الأممية التي تعاقبت بخمسة مبعوثين ولم يفعلوا شئاً وعجزت عن إنجاح أو دعم أي مشروع يضمن حل المشكلة الليبية وينهى انقسام الشرق والغرب ويوحد الجهد وننتقل إلى توافق يجمعنا على طاولة المصالحة والتوافق ونتوجه جميعاً بدون منغصات إلى تعزيز الحرية والديمقراطية وتعزيز الاستقرار والتنمية في ليبيا … بعد ثلاث عشرة سنة علينا أن نستفيد من الأخطاء وأن نتعلم الدروس وأن نتعظ من الفرقة والانقسام .. ونتوجه لتعزيز حقوق الإنسان والمشاركة المدنية وتعزيز الثقافة ومكافحة الفساد . وأن تعزز التعليم والصحة والبنية التحتية والسلم والسلام والأمن الداخلى وحماية الحدود ونجدد التعاون الإقليمى والدولي ويكون ذلك بالتفاهم الوطني وتشجيع جميع الأطراف على المشاركة في حوار بناء لتحقيق التفاهم والتسامح وحل الخلافات بطرق سلمية .. بعد تلاثة عشر عاماً يجب أن يكون التوجه بالكفاءات والقدرات والخبرات لتعمير وإنشاء مؤسسات قوية وتعزيز إدارات وشركات ومصانع ومشاريع قوية تكون قادرة على تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية بشكل شفاف وفعال .. والعمل على حماية الحقوق لجميع الافراد دون تمييز بمافى ذلك الحق في التعبير والتجمع في المشاركة السياسية ومكافحة الفساد واتخاذ اجراءات فعالة لمكافحته في جميع المجالات وتعزيز الشفافية والمساءلة في العمل الحكومي والاقتصادي والاستثمار في قطاعات التعليم والصحة لضمان توفير خدمات عالية الجودة لجميع المواطنين .. بعد ثلاث عشرة سنة علينا أن نستفيد من كل التجاوزات والإخلالات واللامبالاة والاهمال في عدم تعزيز دور الأمن العام والأمن الداخلي والخارجى وبناء قوات الأمن الوطنى وتعزيز العدالة الجنائية ومكافحة التطرف والإرهاب . بعد ثلاثة عشر عاماً يجب علينا التوجه للاهتمام بالكفاءات القادرة على تنسيق العمل وتفعيله في مجال التعاون الدولي مع كل الدول الصديقة والجارة وأن يكون في إطار الند للند بدون تبعية ولاهيمنة من أحد .. لأن في ذلك تعزيز لهيبة ليبيا ودعم مسيرتها نحو الاستقرار والتنمية وبناء مؤسسات ديمقراطية قوية. بعد ثلاثة عشر عاماً يجب الاهتمام ببناء المسارح والتوجه إلى إحياء المهرجانات وأن يكون إعلاماً قوىاً بالصحافة والإذاعة والقنوات الراسخة بأهداف ومضامين تبني وتعمر وترتقي البرامج الهادفة وتفعيل دور الكتاب والنشر وفتح مجالات الإبداع للكتاب والصحفيين والإعلاميين والفنانين وإتاحة الفرص لهم في مجالات الإبداع والتمييز والإنتاج . بعد ثلاثة عشر عاماً .. علينا أن نتوجه إلى إقامة مؤتمر المصالحة بين الليبيين .. المؤتمر الذى أقيمت من أجله الكثير من اللقاءات كان آخرها اللقاء الخامس للجنة المصالحة الذى أقيم بمدينة الزنتان . المصالحة التي لايمكن أن تتحقق إلا بجهود متعددة المستويات والمشاركة الفعالة من جميع الأطراف لهذا الحدث والذى لايتم إلا بتعزيز المشاركة في حوار مفتوح وصريح يتم فيه مناقشة القضايا العالقة والبحث عن حلول مبتكرة ومستدامة بالتسامح وتشجيع ثقافة التسامح والمصالحة الوطنية لنتجاوز الماضي لبناء مستقبل مشترك يعكس تطلعات جميع الأطراف بالعدالة الانتقالية ومحاسبة كل مرتكبي الجرائم وتقديمهم للعدالة دون تمييز والعمل على تشجيع اللقاءات والمبادرات التي تجمع بين أفراد المجتمع لتعزيز التفاهم والتسامح وبناء الثقة ودعم عمليات الاعمار والتنمية وإعادة بناء البنية التحتية وتحسين الخدمات العامة لجميع السكان في كل المدن الليبية والأرياف والقرى دون تحيز أو تمييز، وتشجيع المشاركة الفعالة للمجتمع المحلي المدني في عملية صنع القرار وتنفيذ برامج تعزيز المصالحة والتوجه بثقة تامة وعزيمة للمجتمع الدولي دون استجداء لدعم عملية المصالحة في ليبيا وتعزيز الاستقرار. كل هذا يجب التوجه إليه وتعمل من أجله وتتكاثف جهودنا لتحقيقه إذا كنا فعلاً عازمين على العمل من أجل ليبيا بالروح الوطنية والفعل وليس بالقول. وكل عام وليبيا إن شاءالله بخير برجالها الأوفياء الوطنيين وشبابها المخلصين وبلادنا نحن فيها ولن يعمرها ولايحميها إلا أبناؤها وشبابها لاغرب ولا دول أوروبا التي لم تأت إلا لتأمين مصالحها واستفادة دولها وعلينا إن نأخذ العبر وتستفيد من المواقف والازمات .. حفظ الله ليبيا وشبابها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى